يومنا الوطني السعودي، ذكرى عزيزة على قلوب كل سعودي وسعودية، ذكرى توحيد هذا الكيان العظيم على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله -، ذكرى تستحق الاحتفال والتقدير، ففيه نستذكر تضحيات الأجداد وبناء الدولة الحديثة، ونحتفل بما حققته المملكة من إنجازات على الأصعدة كافة. ولكن ما يميز هذا اليوم، أكثر من الاحتفالات والمناسبات، هو شعور عميق الجذور، شعور “عزنا بطبعنا”، وهو شعور متأصل في هوية المواطن السعودي، يغذيه تاريخ زاخر بالإنجازات وروح وطنية سامية.
جذور “عزنا بطبعنا”: من التوحيد إلى العصر الحديث
لم يكن “عزنا بطبعنا” شعارًا فارغًا، بل هو نتاج طبيعي لمسيرة طويلة من الصمود والبناء. فمنذ توحيد المملكة العربية السعودية عام 1932 على يد الملك عبدالعزيز، بدأ بناء دولة حديثة قائمة على قيم الإسلام وقوة الشعب السعودي. لم تكن عملية التوحيد سهلة، فقد واجه الملك عبدالعزيز تحديات جمة، لكن إيمانه الراسخ بقضية توحيد البلاد، ومثابرته وإرادته الصلبة، أدت إلى تحقيق هذا الإنجاز التاريخي العظيم. هذا العز، هذا الإصرار، هذا هو جوهر “عزنا بطبعنا”، الذي ورثه الأجيال من بعده.
مرت المملكة العربية السعودية بمراحل تاريخية مختلفة، كل منها ساهمت في تعزيز هذا الشعور بالفخر والاعتزاز. من اكتشاف النفط والنهضة الاقتصادية التي تلتها، إلى التطور في مختلف المجالات كالتعليم والصحة والبنية التحتية، وكذلك المشاركة الفعالة في المحافل الدولية، كل ذلك غرس في نفوس المواطنين شعورًا عميقًا بـ”عزنا بطبعنا”. فكل إنجاز تحققه المملكة يضيف بُعدًا جديدًا إلى هذا الشعور المتوارث عبر الأجيال.
“عزنا بطبعنا” في العصر الرقمي
في عصرنا الحالي، مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة انتشار المعلومات، ظهرت أشكال جديدة لإظهار “عزنا بطبعنا”. فبات المواطن السعودي يستخدم منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن ولائه لوطنه وأميره ، ومشاركة إنجازات المملكة مع العالم بأسره. وتجلى هذا بشكل واضح خلال اليوم الوطني السعودي، حيث تغمر مواقع التواصل اجواء الاحتفال والتفاؤل والفخر بالانتماء للمملكة.
كما ظهر “عزنا بطبعنا” في المبادرات التطوعية والجهود الخيرية التي يقوم بها الشباب السعودي لخدمة وطنه ومجتمعه. فالمبادرات التطوعية أصبحت ظاهرة واسعة الانتشار وتشمل مختلف المجالات، من العمل الخيري إلى حماية البيئة إلى تطوير المجتمعات المحلية. وهذه المبادرات تعكس بصدق روح المواطنة الحقيقية والتي تتجلى بصورة واضحة في مفهوم “عزنا بطبعنا”.
رؤية 2030: تعزيز “عزنا بطبعنا” نحو المستقبل
رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء مستقبل مزدهر للمملكة، تُعد عاملًا أساسيًا في تعزيز “عزنا بطبعنا”. فهذه الرؤية الطموحة تشمل مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى دولة متقدمة وعصرية. كل إنجاز يتحقق في إطار هذه الرؤية يُضيف إلى شعور المواطنين بالفخر والاعتزاز ببلادهم.
رؤية 2030 لا تقتصر على التطوير الاقتصادي فقط، بل تشمل أيضًا التطوير البشري والثقافي. فبناء جيش من الكفاءات الوطنية المدربة والمؤهلة ، وإثراء المشهد الثقافي السعودي، والترويج للتراث السعودي الغني، كل ذلك يسهم في تعزيز “عزنا بطبعنا” ويُرسخ هوية المواطن السعودي المعتزة بتاريخها ومستقبلها المشرق.
خاتمة وتوصيات
يومنا الوطني السعودي، ليس مجرد ذكرى سنوية، بل هو فرصة لتجديد العهد مع الوطن وتأكيد الولاء لقيادته الحكيمة. “عزنا بطبعنا” ليس شعارًا يُردد فقط، بل هو شعور عميق الجذور يتجلى في كل مواطن ومواطنة سعوديين. علينا بناء مستقبل مشرف لوطننا من خلال العمل بجد واستمرار في العطاء والإخلاص وتعزيز قيم الوطنية والانتماء.
لذا، أوصي بإحياء هذا اليوم بأشكال متنوعة تعكس روح الوطنية الحقيقية، وتشجيع المبادرات التطوعية والجهود الخيرية، وإبراز دور المرأة السعودية في بناء الوطن، وتعزيز روح التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع، وإبراز تاريخ المملكة وجغرافية بلادها الغنية، بهذا الشكل فقط نتمكن من تعزيز “عزنا بطبعنا” ونبني مستقبلاً مزدهرًا للمملكة العربية السعودية.