ما حكم من تسبب في طلاق زوجين كثيرة هي الحالات التي يتدخل فيها أفراد من خارج العائلة والاسرة وينجم عنها الطلاق بين الزوجين ولذلك كان لابد من بيان ما حكم من تسبب في طلاق زوجين وفي هذا المقال لدى موقع الموسوعة العربية بيتا سنتعرف على هذا الحكم كما بينه العديد من العلماء الاجلاء.
حث الدين على الزواج لأهميته
باطّلاع المسلم على حكم من تسبب في طلاق زوجين ومعرفة عقوبته وأهمّ الأحكام التي ترتبط بالطّلاق من غير سبب، لا بدّ من التعرف على نظرة الدين للزواج وحثّه عليه وضرورة المحافظة على علاقات الزواج بعيدًا عن الخراب، فالزّواج له أهمية بالغة في الدين الإسلامي، وللزواج فوائد جمّة ونفعٌ كبير، ومنها.
- الزواج يحفظ كلًّا من الزوجين ويصونه ويعفّ فرجه ويحصنه وهو وسيلة الاستمتاع المشروع بالشّهوة والغريزة، وتحقيق الميل الفطري تجاه الجنس الآخر.
- يحقّق الزواج استمتاع أحد الزوجين بالآخر وانتفاعه به وبما له من حقوق، فيقوم الزوج بكفالة المرأة بنفقتها ومسكنها، والمرأة تكفله برعاية منزله وخدمته وتعاهد الأولاد.
- يتحقق بالزواج الأنس والحبّ والراحة النفسية بين الأزواج فقد قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً.
- الزواج سبب لتقوية الروابط المجتمعية بين الأسر والقبائل بالنسب والمصاهر.
- يرتقي الإنسان بالزّواج عن البهيمية ويترفّع إلى السليم من حالات النكاح، وهو سببٌ لدوام النسل الذي يكون سببًا لبقاء البشر.
- يحصل الإنسان بالزّواج على زينة الدنيا ومتعتها من الأولاد الذين تتمّ بهم السعادة الدنيوية ويستعين بهم الوالدين في حاجاتهما.
- زواج المسلمين سببٌ لتكثير المسلمين وقوّتهم وهو مقصدٌ شرعيٌّ أكدته السنة النبوية الشريفة.
اقرا ايضا : حل سؤال واجه الإمام عبدالله بن فيصل في بداية حكمه القبول من أخيه الإمام سعود
الطلاق في الإسلام
للخوض في حكم من تسبب في طلاق زوجيبن سيتمّ بيان مشروعية الطلاق في الإسلام، وهو ما يعرف بانفصال الزوجين أحدهما عن الآخر، ويعرّفه أهل العلم أنّه حلّ عقد النكاح بلفظٍ صريحٍ من الزوج أو إشارةٍ وكناية مع النية عليه، ويسمّى بعديد الأسماء كالطلاق والفراق والسراح، ومن الجدير بالذّكر أنّ الكناية تعني كلّ لفظٍ يحتمل به الطلاق، وقد وردت أحكام الطلاق وضوابطه صريحةً في الدين الإسلامي، كما جاء في قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خفتم أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}،[1] والطلاق بالرّغم من مشروعيّته لكنّه أبغض الحلال إلى الله، ويكون الطلاق بين الرّجل والمرأة مرتان يمكن فيهما أن يسترجع الرجل زوجته، والطلاق الثالث فلا يمكن للمرأة أن تعود لزوجها، وله الكثير من الأحكام التي تنظمه وتضمن فيه الحقوق وتمنع الظلم بين الزوجين
حكم من تسبب في طلاق زوجين
من أهمّ الأحكام الشرعية التي يجب على المسلمين معرفتها، فقد خلق الله للبشر أزواجًا من أنفسهم ليسكنوا إليها، وينالوا بها الراحة والسكينة والطمأنينة، ويكون بين الزّوجين المودّة والرّحمة، فالرجل يعيش حياةً هانئةً تسودها أجواء الطمأنينة وتغلفها الألفة والمحبة والسلام، حتى يدخل الشيطان بينهما فيفرّق بين الزوجين، ببث الفتنة والخلافات والمخالفات بينهما وبذلك يتزعزع استقرار الأسرة وينهدم بنيانها.
ما حكم من تسبب في طلاق زوجين
نّ حكم من تسبب في طلاق زوجين أنّه آثمٌ وارتكب جريمةً يستحقّ عليها وفعله هذا لا يجوز وحرامٌ في الإسلام، فالصّلة والعلاقة بين الزوجين من أعظم العلاقات وأقوى الصلات وأوثقها، والإنسان الذي يريد الإفساد بين زوجين ويتسبب بطلاقهما آثمٌ سواء كان رجلًا أم امرأة، حتّى المرأة لا يحقّ لها طلب طلاق ضرّتها لتنفرد بزوجها، وارتكاب هذا الأمر كما بيّن أهل العلم معصيةٌ كبيرة وحرامٌ لما فيه من فسادٍ وضلال، وقد ورد عن ابن تيمية قوله: “فَسَعْيُ الرَّجُلِ فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا مِنْ الذُّنُوبِ الشَّدِيدَةِ، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ السَّحَرَةِ وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ فِعْلِ الشَّيَاطِينِ” وقد دلّت الكثير من النصوص الشرعية على حرمة هذا الفعل وقد روى الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امرئٍ زوجتَهُ أو مملوكَهُ فليس مِنَّا”،وفي هذا الحديث تبرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ممّن يفسد المرأة على زوجها ويخرب بين الزوجين، ومن يزيّن لها الطلاق ليتزوّجها أو يزوّجها لغيره، وهذا الأمر مزجورٌ فاعله ومنهيٌّ عنه والله أعلم.
اقرا ايضا : ما حكم زواج المسيار في المذاهب الاربعة
ما حكم من أفسد الزوج على زوجته
قد جعل الإسلام الزواج سكنًا وأنسًا بين الأزواج، ومن مقاصد الزواج الاستقرار والوئام والألفة بين الزوجين، وقد بيّن الشّرع الحكيم حكم من تسبب في طلاق زوجين، فما حكم إفساد الرّجل على زوجته، وإفساد الزوجة على زوجها، فلا شكّ أنّ المشروع هو تقوية أواصر المحبة بين الأزواج وعدم إدخال ما يسبب التنافر بينهما، والإفساد بين الزوجين من أعظم الكبائر والذّنوب وهو من أعمال السحرة والشياطين، وإنّ أعظم ما يفرح فيه إبليس من العمل عند بعد جنوده هو التفريق بين الزوج والزوجة، وقد حذّر الإسلام منه ونهى عنه، وله صورٌ كثيرةٌ شتّى منها النميمة بين الزوجين، وتخبيب المرأة على زوجها، ومنه إفساد الرّجل على زوجته وكذلك طلب الضرة من زوجها تطليق ضرتها وغير ذلك كثير من الصور وكلّها محرّمة وغير جائزة.
ما هو التخبيب
يعرف التخبيب في اللغة أنّه الفساد والخداع والخبث والغش، ويقال خبب فلان على فلان أي أفسده وحرّضه عليه وخدعه بذلك، والتخبيب في الاصطلاح جامعٌ لكلّ معاني الإفساد والغش والمخادعة ولعلّ التخبيب بين الزوجين هو ما يكون من إفساد الزوجة على زوجها وإفساد الزوج على زوجته، وذلك سواءً كان المخبب من الأسرة أم خارجها، والتخبيب من أشدّ آفات المجتمع ومدمّرات الأسر، صاحبها مطرودٌ من رحمة الله، وهو مطرودٌ من الجنّة، وقد روى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يدخلُ الجنةَ خِبٌّ ولا بخيلٌ ولا منَّانٌ.
ما حكم جواز طلب الزوجة الطلاق من زوجها لكي تتزوج من آخر
لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها بغير سبب، وذلك إن كانت تتضرر من بقائها مع زوجها ضررًا شديدًا، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها الطلاقَ مِن غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”، ولو فعلت ذلك بسبب رغبتها في الزواج من رجلٍ آخر فهي آثمة ولا يجوز لها ذلك، وقد بيّن الشرع حكم من تسبب في طلاق زوجين، والمخبب الذي طلبت الطلاق لأجله يعزّر ويضيّق عليه وذهب أصحاب المذهب المالكي أنّه يحرم عليها حرمةً أبدية، والمرأة التي تفعل ذلك هي آثمة وناشز، وفعلها هذا خيانة لزوجها ولدينها وقد حذّر الإسلام من هذه العلاقات بين الأجانب، وأمر المؤمنات بالسّتر والعفّة، فالتوبة واجبة على كلّ امرأة تقوم بطلب الطلاق هذا قبل أن يصيبها غضب الله وتخرج من رحمته والله أعلم
ما هي عقوبة من يفرق بين الزوجين
إنّ قول الشّريعة في حكم من تسبب في طلاق زوجين وعقوبته أنّه يتبرأ منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعزّر في الأرض، فالمفسد بين زوجين ضعيف الإيمان تنقصه المروءة وهو ظالمٌ لنفسه وظالمٌ لغيره معه، والمفسد بين الأزواج معتدٍ على غيره أثيمٌ بحقوق الناس، وعمله هذا ما هو إلا تحقيقٌ لمراد الشيطان الرجيم، وسيسأله الله عن عمله وجرمه هذا يوم القيامة، وإنّ الفاعل يفعل تمامًا كالشياطين التي يفضلها إبليس اللعين، وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رواه جابر بن عبد الله قال: “إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ فلبئس عمله ولبئس من يقوم بالتشبه فيه.
وفي نهاية مقالنا لدى موقع الموسوعة العربية بيتا نكون قد تطرقنا بشكل واضح صريح لما يتسم به هذا الموضوع من طلب كبير وبذلك نكون قد بحثنا معكم كما وقد بحثنا ايضا العديد من الامور المتعلقة بهذا العنوان ونرجو ان يكون المقال قد نال اعجابكم …