هل يجوز شرعا الاحتفال بعاشوراء مع اقتراب حلول هذا اليوم يكثر السؤال عن هذا اليوم من جوانب عدة وفي موقع الموسوعة العربية بيتا سنتكلم عن هذا لامر ..
هل يجوز شرعا الاحتفال بعاشوراء
لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته الكرام أي حديث صحيح يثبت أنهم كانوا يحتفلون بيوم عاشوراء بأي نوع من الاحتفالات، ولم يرد كذلك عن أي أحد من فقهاء الأئمة الأربعة أنهم استحبوا الاحتفال في يوم عاشوراء، كذلك لم يرد عن التابعين أي حديث لا صحيح ولا ضعيف يدل على أنهم احتفلوا بيوم عاشوراء، وتعود الاحتفالات التي يقيمها بعض الناس من إظهار للفرح، والقيام ببعض المراسم مثل الاكتحال، والاغتسال، والتطيّب، ولبس أجمل الثياب، وطبخ بعض أنواع الطعام الخاص بيوم عاشوراء إلى بعض الروايات التي رواها المتأخرون في ذلك مثل: أن من اكتحل في يوم عاشوراء لم يصبه الرمدة في ذلك العام، وأن من اغتسل في يوم عاشوراء وتطيّب لم يصبه المرض أبدًا ذلك العام، وهذه كلها من البدع المحدثة التي لا تصح، ولم تثبت لا عن النبي ولا عن صحابته
هل الاحتفال بعاشوراء جائز؟
لا يجوز الاحتفال بيوم عاشوراء بأي نوع من الاحتفالات مهما كانت، سواءً إقامة المآتم وبيوت العزاء أو شق الصدور والندب والنواح بصوت مرتفع، أو إظهار الفرح والسرور بوضع الحناء والخضاب والتطيّب والاغتسال في هذا اليوم، فإن إقامة أي شيء مما ذكر هو نوع من أنواع البدع والضلالات التي لم يرد فيها دليل شرعي، لأنه لم يرد أي حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا صحابته أنهم احتفلوا بهذا اليوم، كذلك لم يدعُ النبي -صلى الله عليه وسلم- أو يحث المسلمين على الاحتفال فيه، ولم يرد أي شيء عن الاحتفال بيوم عاشوراء أو اتخاذه عيدًا كما يفعل بعض الجهلة الضالين المُضلين، وقد روى بعض المتأخرين حديث موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر السنة) وهذا حديث مكذوب موضوع على النبي ولا أصل له
من هم الذين يحتفلون بعاشوراء؟
كانت بداية الاحتفال بيوم عاشوراء هي عند اليهود، حيث يعتبرونه يوماً مميزاً عظيماً لأن الله تعالى أنجى فيه موسى عليه السلام من فرعون ومن معه، فأغرقهم في البحر، وكانت الغلبة لموسى عليه السلام، بل اعتبره اليهود يوم عيد عندهم، ودليله ما ورد عن عبد الله بن عباس قال: (قَدِمَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: ما هذا؟، قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ)[3]، فكان اليهود يلبسون أجمل الثياب، وتلبس النساء الحلي والمجوهرات احتفاءً بقدومه، وأما الآن فالسنّة يحتفلون به بصيامه وكثرة الدعاء فيه باعتباره اليوم الذي نجى فيه موسى عليه السلام، وأما الشيعة فإنه بالنسبة لهم يوم حزين كئيب يظهرون فيه بالغ الحزن والأسى، فيجلدون ذاتهم، ويريقون الدماء من أجسادهم حزنًا على وفاة الحسين بن علي في عاشوراء