ما هي مراحل كتابة السنة النبوية وتدوينها اهتم علماء الإسلام بتدوين السنة، فأفنوا أعمارهم في حفظها، وتمييز صحيحها من سقيمها، وبيان أحوال رواتها بما ليس له نظير في تاريخ البشرية جمعاء. ستتعرف في هذا الدرس على معنى تدوين السنة، ومراحله، وأهم كتب السنة المصنفة.وفي هذا المقال سنوضح لكم نحن في موقع الموسوعة العربية بيتا هذا الامر من جوانب عدة ..
السنة النبوية
السّنّة لغة: السّيرة والطّريقة المعتادة للإنسان، سواء كانت مستحسنة أو مستقبحة، واصطلاحًا: ما أثر عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خَلقيّة أو خُلقيّة، وتنقسم السّنّة النّبويّة إلى ثلاثة أقسام: السّنّة القوليّة: وهي إخبار النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- بأمر من الأمور في مختلف الأغراض الدّينيّة والدّنيويّة، والسّنّة الفعليّة: وهي فعل النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ونقله إلى الأمّة من بعده، كوضوئه وصلاته وحجّه وغير ذلك. والسّنّة التّقريريّة: وهي إقرار النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- لقولٍ أو فعلٍ وقع أمامه، أو وصل إليه، ولم ينكره، استحسنه، أو سكت عنه، فكلّ ما سبق يعتبر من السّنّة النّبويّة. [١] وسيأتي الحديث عن مراحل تدوين السنة النبوية.
ما هي مراحل كتابة السنة النبوية وتدوينها
لقد كان النّاس في عهد النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يتلّقون الأحاديث مشافهة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد انقسم هؤلاء النّاس إلى قسمين منهم من يحفظ كلّ ما يسمعه ويراه من النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومنهم من يوثّق كلّ ذلك خوفًا من نسيانه وضياعه، وكان النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حريصًا على إيصال ما يريد قوله بشكل واضح ومفهوم للجميع، وحريصًا أيضًا على نقل ما يقوله بنفس اللّفظ دون زيادة أو نقصان أو تبديل، وبصدق وأمانة. وأمّا بالنسبة لمراحل تدوين السنة النبوية، فكانت على الشّكل الآتي
- مرحلة حفظ ونقل الحديث من قبل الصّحابة الكرام -رضوان الله عليهم- مشافهة وسماعًا من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقسم آخر منهم، كتبوا ما حفظوا خوفًا عليه من النّسيان والضّياع.
- من ثم مرحلة تدوين الأحاديث: عندما توسّعت رقعة الدّولة الإسلاميّة، ودخل أخلاط من النّاس في الإسلام، فأخذ أناس بقصد أو بغير قصد يكذبون على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقول أحاديث ونسبتها إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولذلك خشي عمر بن عبد العزيز من خطر ذلك ودعا إلى تدوين الأحاديث، وجمعها في كتب ومصنّفات لحفظها من الضّياع أو الزّيادة فيها أو التّبديل. فتصدّر لذلك كلّ من الحافظين محمّد بن مسلم الزّهريّ، وأبو بكر ابن حزم، فظفر في هذا الميدان الزّهريّ وكان ذلك في بداية المئة الثّانية للهجرة. ثمّ أخذ المحدّثون يتسابقون إلى تدوين محفوظاتهم من الأحاديث.
- بعد ذلك مرحلة تدوين مؤلّفات في علوم الحديث: وقد استمرّت عملية تدوين الأحاديث ضمن مؤلّفات في علوم الحديث، كالسّنن والجرح والتّعديل، والنّاسخ والمنسوخ، وغريب الحديث، وغيرها، للحفاظ على أحاديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أن يخالطها أيّ غريب أو مشبوه أو مكذوب.
- مرحلة تجريد الحديث الصّحيح، وإفراده بالتدوين: فقد ظهر في بداية القرن الثّالث علماء أجلّاء، أخذوا يجمعون في مصنّفاتهم الأحاديث الصّحيحة، كالإمام البخاري، وكتابه الجامع المسند الصّحيح المختصر من أمور رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وسننه وأيّامه، وهو أوّل من ألف في ذلك، ثمّ تلاه تلميذه الإمام مسلم بن الحجّاج القشيريّ وكتابه الصّحيح، ثمّ أخذ العلماء يتسابقون إلى ذلك، فأفردوا كتبًا في الأحاديث وأخرى في الآثار.
- مرحلة تهذيب كتب الأحاديث وتبويبها: وفي القرن الرّابع قام العلماء الأجلّاء بتهذيب الكتب والمؤلّفات وتبويبها، وجمع ما اشتملت عليه من الفوائد والأحكام ونحو ذلك والاعتناء بها. وقد انتهت مرحلة التّدوين بنهاية هذا القرن، آخر مراحل تدوين السنة النبوية.
مراحل كتابة السنة النبوية وتدوينها
الكتب الصّحاح هي الكتب التي دوّنت فيها أحاديث النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والتي شهد لها علماء الآمّة من المتقدّمين والمتأخّرين بالصّحة والقبول. هؤلاء العلماء الأجلاء الذين بذلوا جهدًا علميًا عظيمًا على اختلاف الأمكنة والأزمنة لخدمة الدّين، ولخدمة سنّة النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم-. وهؤلاء العلماء الأجلّاء هم
- الإمام البخاريّ 194 – 256 هـ: هو محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدّم على سائر أضرابه وأقرانه، وكتابه الصّحيح يستقى بقراءته الغمام، وأجمع العلماء على قبوله، وصحّة ما فيه، وكذلك سائر أهل الإسلام.
- الإمام مسلم 204 – 261 هـ: هو الإمام الكبير الحافظ المجوّد الحجّة الصّادق: أبو الحسين مسلم ابن الحجّاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيريّ النيسابوري، صاحب الصّحيح.
- الإمام النَّسائيّ 215 -303 هـ: الإمام الحافظ الثّبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب الخراسانيّ النَّسائيّ، صاحب السّنن.
- الإمام أبو داود 202 – 275 هـ: هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق، أبو داود الأزديّ السّجستانيّ، العالم الجليل صاحب السّنن وأحد الصّحاح، الإمام شيخ السّنّة مقدّم الحفّاظ، محدّث البصرة.
- الإمام التّرمذيّ 209 -279 هـ: هو محمّد بن عيسى بن سورة، الحافظ العلم الإمام، البارع، التّرمذيّ الضّرير، مصنّف الجامع، وكتاب العلل، وغير ذلك.
- الإمام ابن ماجة القزويني 209 – 273 هـ: هو محمّد بن يزيد الحافظ الكبير الحجّة، المفسّر، علم من أعلام الإسلام، أبو عبد الله ابن ماجة القزويني، مصنّف السّنن والتّاريخ والتّفسير، وحافظ قزوين في عصره.
وفي نهاية هذه المقال سنكون قد وضحنا لكم نحن في موقع الموسوعة العربية بيتا التفاصيل الكاملة لهذا الموضوع بيحث تعرفنا على جوانب عدة وبذلك نصل لنهاية المقال راجيين أن يكون المقال قد نال اعجابكم ..